لماذا انطلق بعض المدربين بعد كورس اعداد المدربين بينما لا يزال الآخرون مكانهم؟

كثيرون حضروا دورة TOT (إعداد المدربين)، خرجوا منها متحمسين، يحملون شهادة تثبت أنهم مؤهلون للتدريب. البعض انطلق فورًا، بدأ يقدّم دوراته، اختبر السوق، طوّر مهاراته، وبات اسمه معروفًا. والبعض الآخر؟ لا يزال مكانه، ينتظر الفرصة، يتردد، يتعلل بعدم الجاهزية.

لكن ما الذي يجعل مدربًا يحقق النجاح، بينما يبقى آخر في الظل رغم امتلاكهما لنفس الشهادة؟

1- النجاح لا يُشترى بالشهادات، بل يُبنى بالعادات

امتلاك شهادة TOT لا يعني أنك أصبحت مدربًا ناجحًا، بل يعني فقط أنك حصلت على الأدوات الأساسية. النجاح لا يأتي من الشهادة نفسها، بل مما تفعله بعدها:

✅ إنشاء محتوى يعرّف الجمهور بك ويعزز مصداقيتك.

✅ إطلاق الدورات والتعلّم من كل تجربة، حتى وإن لم تكن مثالية.

✅ التفاعل مع المتدربين، فهم احتياجاتهم، وتقديم قيمة مستمرة.

أما من لا يزال مكانه، فغالبًا ينتظر الظروف المثالية، يخشى التحدّث أمام الجمهور، أو يعتقد أنه بحاجة إلى المزيد من الدورات ليكون جاهزًا. لكن الحقيقة؟ الجاهزية لا تأتي بالانتظار، بل بالممارسة.

2- الهوية الجديدة تسبق الدخل الجديد

لكي تتحوّل من شخص يحمل شهادة إلى مدرب مؤثر، عليك بناء هوية تدريبية واضحة. وهذا لا يتحقق إلا من خلال:

🔹 علاقات جديدة - لا يمكنك أن تبقى محصورًا في نفس الدائرة وتتوقع نتائج مختلفة. المدرب الناجح يبني شبكة علاقات مع زملاء، متدربين سابقين، وخبراء في مجالات مرتبطة.

🔹 عادات جديدة - النجاح ليس وليد ضربة حظ، بل نتيجة لعادات يومية مثل إنتاج المحتوى، التواصل مع العملاء، وتحسين الدورات باستمرار.

🔹 إيمان جديد - إذا كنت ترى أن النجاح حكر على قلة محظوظة، أو أن السوق مزدحم، فأنت تحكم على نفسك بالفشل قبل أن تبدأ.

3- الفارق الوحيد بين من بدأ ومن لم يبدأ؟ التنفيذ!

من انطلق لم يكن بالضرورة أكثر ذكاءً أو خبرة، لكنه كان أكثر جرأة في التنفيذ. بدأ بدورة مجانية، أو استشارة، أو حتى فيديو بسيط، ومع كل خطوة تحسّن، وتطوّر، وازداد جمهوره.

أما من لا يزال في مكانه، فغالبًا يقضي وقته في البحث عن أسرار النجاح، أو مقارنة نفسه بالآخرين، دون أن يتخذ خطوة فعلية.

الخلاصة: العادة أهم من الشهادة

شهادة TOT لن تصنع لك جمهورًا، ولن تفتح لك أبواب النجاح. ما يصنع الفرق هو التطبيق المستمر.
🔹 لا تنتظر أن تكون مثاليًا، بل ابدأ بما لديك، وتعلّم وأنت في الطريق.
🔹 لا تبقى عالقًا في مرحلة "الاستعداد"، لأن النجاح يأتي لمن يجرؤ على التنفيذ، وليس لمن ينتظر اللحظة المثالية.

اليوم لديك خياران: إما أن تبدأ فعليًا، أو تبقى مكانك بينما يشق غيرك طريقه.

انضم للنشرة البريدية المفضلة
للمدربين والخبراء

أكاديمية أنت المشروع - كوتش باسمة المشايخية جميع الحقوق محفوظة © 2025