كيف تجعل المتدرب يشك فيك .. حتى لو كان محتواك قويًا؟

دعنا نتخيّل المشهد معًا…

أنت على وشك تقديم دورتك الجديدة.
تكتب الإعلان بكل حماس… تضيف المحاور… ترتّب التفاصيل…
وتضغط نشر.

وبينك وبين نفسك تقول:
“هالمرة… التسجيل بيكون قوي.”

يمرّ أسبوع.
تشوف عدد التسجيلات…
وتتفاجأ أنه ما في حركة تقريبًا.

فتسأل نفسك:
“يمكن السعر عالي؟
يمكن الناس مترددة؟
يمكن… لازم أنزل السعر شوي؟”

وبلا تفكير طويل، تتخذ القرار:
تخفيض مباشر في سعر البرنامج.

تحط إعلان جديد:
“تخفيض! السعر السابق كذا… والحالي كذا”

لكن قبل ما نكمّل…
خلّني أبدأ معك بسؤال بسيط…
سؤال لو فكّرت فيه بصدق، راح يغيّر طريقة تصميمك وتسويقك لأي برنامج تدريبي:

هل المتدرب يفهم فعلاً “لماذا” يجب أن يدخل دورتك الآن… مو بعدين؟

أغلب المدربين يعتقدون أن الجواب واضح:
“لأن محتواي قوي… لأن عندي خبرة… لأن السعر مناسب.”

لكن خلّني أشاركك زاوية يمكن أول مرة تنتبه لها:
الناس لا تشتري “محتوى” ولا “محاور” ولا “سعر مناسب”.
الناس تشتري السبب
السبب الذي يقنعهم أن الآن هو الوقت المناسب للتغيير.

وإلّا؟
ما في شيء مستعجل… بالتالي، ما في سبب يخليه يدفع.

وهنا نرجع لنقطة البداية:
عندما المتدرب لا يفهم “لماذا الآن”…
طبيعي جدًا ألا يسجّل.
وطبيعي أنك تتجه — تلقائيًا — لحلّ خاطئ: تخفيض السعر.

خلينا نفكر لحظة… ماذا يتسبب هذا القرار؟

1) أنت أرسلت رسالة غير مقصودة: “أنا مو واثق من قيمة برنامجي.”

حتى لو المحتوى قوي… التخفيض السريع يعطي انطباع أن السعر السابق ما كان يستحق.
الجمهور يستقبل الرسالة فورًا:
“إذا ننتظر شوي… يمكن ينزل أكثر.”

2) أنت درّبت جمهورك على مراقبة ضعفك… بدل مراقبة قيمتك.

كل مرة تخفّض فيها السعر، أنت تعلّمهم:
“انتظروا… راح أضعف مرة ثانية.”

3) أنت ركّزت على السعر… وهربت من السؤال الحقيقي:

هل شرحت للمتدرب لماذا يحتاج برنامجك الآن؟
هل وضحت له التحوّل الذي سيعيشه؟
هل رأى نفسه قبل وبعد التدريب؟

إذا الجواب لا…
فالمشكلة ليست السعر.
المشكلة غياب السبب الذي يجعله يرى أن اللحظة مناسبة للتغيير.

4) أنت خفضت السعر… لأنك لم تدرّب الجمهور قبل البرنامج.

الجمهور يحتاج قبل الشراء إلى “وعي جديد”:
زاوية جديدة يرى فيها المشكلة،
لحظة يقول فيها:
“أها… الآن فهمت ليش الطرق السابقة ما نفعت.”

إذا لم تعطه هذه اللحظة…
سيظل السعر هو العامل الوحيد الذي يقيم به برنامجك.

5) وأخيرًا… أنت فقدت أفضل جمهور كان ممكن يشتري منك.

الجمهور الجاد لا يثق بمدرب يخفض سعره بسرعة.
لأنهم يعرفون:
من يخفض السعر… يخفض القيمة معه

إذًا… ما الحل؟

الحل ليس أن ترفع سعرك.
وليس أن تخفضه.

الحل الحقيقي يبدأ من هنا:

أن توضّح “لماذا الآن” قبل أن تبيع.

أن تغيّر زاوية المتدرب.
أن تجعله يرى نفسه في مشكلته.
أن تشرح له التحوّل قبل أن تعرض المحاور.

حين يفهم “لماذا الآن”…
السعر يصبح تفصيلًا.
والتسجيل يصبح نتيجة طبيعية.

بإختصار..

تخفيض السعر ليس هو الحل …
هو رد فعل ناتج عن غياب رؤية واضحة لقيمة برنامجه.

المدرب الذي ينجح هو الذي يجعل المتدرب يقول:

“الآن فهمت… وهذا المدرب هو الشخص الذي أحتاجه اليوم—not someday.”

انضم للنشرة البريدية المفضلة للمدربين والخبراء

أكاديمية أنت المشروع - كوتش باسمة المشايخية جميع الحقوق محفوظة © 2025