أسلوبك كمدرب.. هل يشكل هويتك الحقيقية؟

كل مدرب له أسلوبه الخاص، والطريقة التي يدرب بها ليست مجرد اختيار عشوائي، بل هي جزء من هويته التجارية والشخصية. في عالم التدريب، لا ينجح المدرب فقط بمعرفته أو شهاداته، بل بالأسلوب الفريد الذي يتميز به، والطريقة التي يتواصل بها مع عملائه.

لكن، كيف يتشكل أسلوبك كمدرب؟

كما يوضح سيث جودين في كتابه Purple Cow، النجاح في أي مجال لا يعتمد على تقديم "المنتج الجيد" فحسب، بل على تقديم شيء استثنائي يميزك عن الآخرين. في عالم التدريب، الأسلوب الذي تختاره هو بصمتك، وهو ما يجعلك مختلفًا عن المدربين الآخرين في السوق.

هل أنت مدرب تحفيزي يلهم الآخرين مثل توني روبنز؟

أم تفضل التركيز على الحلول العملية مثل برين براون؟

هل ترى أن التحول الحقيقي يأتي من تغيير العقلية مثل كارول دويك؟

هويتك التدريبية هي سر نجاحك!

كل عميل يبحث عن مدرب بأسلوب يناسب شخصيته وتحدياته. إذا كنت واضحًا بشأن أسلوبك التدريبي، سيسهل على العملاء التعرف عليك، التفاعل مع محتواك، والأهم: اختيارك كمدربهم الشخصي.

في هذا المقال، سنتعرف على 3 أنماط تدريبية قوية، كيف تختار ما يناسبك، وكيف تستخدمها بذكاء لبناء هويتك التدريبية الفريدة

1. الأسلوب التدريبي الحازم:

يعد توني روبنز مثالًا حيًا على المدرب الحازم، حيث يعتمد في تدريباته على الحزم، التوجيه المباشر، وإجبار عملائه على مواجهة مخاوفهم دون أعذار.

كيف يستخدمه؟

يطلب من المشاركين تنفيذ مهام فورية خلال ورش العمل مثل المشي على الجمر لكسر حاجز الخوف.

يستخدم نبرة صوت قوية وإرشادات حاسمة لإخراج المتدربين من مناطق الراحة.

يضع معايير صارمة للالتزام بتوصياته.

متى تستخدمه أنت؟

عندما يكون لديك عملاء يحتاجون إلى انضباط صارم لتحقيق أهدافهم.

في المواقف التي تتطلب قرارات سريعة دون تردد.

الأسلوب التدريبي الديمقراطي

"القيادة تبدأ عندما نضع الآخرين أولًا." – سيمون سينك

سيمون سينك، مؤلف كتاب ابدأ مع لماذا (Start with Why)، يجسد الأسلوب الديمقراطي من خلال إشراك المتدربين في

عمليات التفكير واتخاذ القرار، مع التركيز على القيم والمعنى العميق للنجاح.

كيف يستخدمه؟

يسأل الكثير من الأسئلة المفتوحة مثل: "لماذا تفعل ما تفعله؟" لمساعدة عملائه في اكتشاف رؤيتهم.

يعتمد على المناقشات الجماعية والتفاعلية لخلق بيئة تعاونية.

يشجع القادة ورواد الأعمال على اتخاذ قرارات بأنفسهم بدلاً من فرض حلول جاهزة.

متى تستخدمه أنت؟

عندما تعمل مع متدربين يحتاجون إلى بناء رؤيتهم الخاصة.

إذا كنت ترغب في تعزيز التفكير النقدي والاستقلالية لدى عملائك.

الأسلوب التدريبي التحفيزي

"من الصعب أن تفوز في الحياة عندما لا تؤمن بأنك قادر على الفوز!" – ليز براون

ليز براون، واحد من أشهر المتحدثين التحفيزيين في العالم، يستخدم الأسلوب التدريبي التحفيزي بامتياز، حيث يلهم عملاءه لتجاوز مخاوفهم والإيمان بقدراتهم.

كيف يستخدمه؟

  • يعتمد على القصص الملهمة التي ترفع معنويات الحضور

  • يستخدم لغة مليئة بالقوة والاندفاع لإثارة الحماس لدى متدرب

  • يجعل المتدربين يشعرون بأنهم قادرون على تحقيق أي شيء إذا عملوا بجد

 متى تستخدمه أنت؟

  • إذا كان لديك عملاء يحتاجون إلى دفعة من الثقة بالنفس.

  • عندما يكون العميل في حالة إحباط ويحتاج إلى طاقة إيجابية لاستعادة حماسه.

  • الأسلوب التدريبي الموجه نحو الحلول

"الشجاعة تبدأ عندما نكون مستعدين للظهور وتحمل المخاطرة دون ضمانات." – برين براون

برين براون، خبيرة في القيادة والمرونة النفسية، تستخدم الأسلوب الموجه نحو الحلول لمساعدة عملائها في التغلب على التحديات من خلال استراتيجيات عملية وواضحة.

كيف تستخدمه؟

  • تساعد القادة على تطوير مهارات التعامل مع الفشل عبر تقنيات محددة.

  • تعطي خطوات عملية للتعامل مع المشكلات دون الانغماس في العواطف السلبية.

    تستخدم البحث العلمي لدعم استراتيجياتها التدريبية.

متى تستخدمه أنت؟

عندما يعمل عملاؤك في بيئات تتطلب قرارات وحلول سريعة.

إذا كنت ترغب في مساعدة العملاء على تطوير مهاراتهم العملية دون التركيز الزائد على المشاعر.

5. الأسلوب التدريبي القائم على تغيير العقلية

"الإيمان بإمكانية التعلم والتطور هو مفتاح النجاح في أي مجال." – كارول دويك

كارول دويك، عالمة النفس الشهيرة ومؤلفة كتاب العقلية (Mindset)، تستخدم التدريب القائم على تغيير العقلية لمساعدة العملاء في تجاوز المعتقدات المقيدة وبناء عقلية النمو.

كيف تستخدمه؟

  • تركز على مساعدة العملاء في إعادة تشكيل نظرتهم للفشل كفرصة للنمو.

  • تقدم أدوات نفسية وعملية لتطوير عقلية مرنة في مواجهة التحديات.

  • تساعد الأفراد على التخلص من أنماط التفكير المقيدة التي تعيق تطورهم.

متى تستخدمه أنت؟

  • إذا كنت تعمل مع عملاء يعانون من معتقدات تقيد إمكانياتهم.

  • عندما يكون الهدف هو إحداث تغيير عميق في الطريقة التي يفكر بها العميل حول النجاح والفشل.

أسلوبك التدريبي هو ما يميزك كمدرب ويجعل لك بصمة فريدة في هذا المجال. لا يوجد أسلوب واحد مثالي، بل الأهم هو أن تختار ما يناسبك ويتماشى مع شخصيتك وأهداف عملائك. كن واضحًا في نهجك، وطور مهاراتك باستمرار، وتذكر أن هويتك التدريبية هي مفتاح نجاحك وجذب العملاء المناسبين لك.

انضم للنشرة البريدية المفضلة
للمدربين والخبراء

أكاديمية أنت المشروع - كوتش باسمة المشايخية جميع الحقوق محفوظة © 2025